أوراق لن تفتح من جديد
وإليك بعض الكلمات
التي لم تنطق بعد من لساني
إليك بعض زفراتي
أهاتي وجراحاتي
التي أطالت المكوث في جوفي
أحرقتني
أوجعتني
آلمتني
كانت السبب في صمتي الدائم
وحزني المرير
وانطفاء لمعة عيني ..~
معها فقدت كل لذاتي
فما عاد النوم يريحني
ولا السفر يبهجني
حتى الابتسامة لم تعد
تشرح صدري ..~
أريت ..؟؟
كيف الدموع ترقص
على خدي
والقمر يَقُص ما حدث
مع جدي ..
حتى تطل الشمس علي
وتهمس بهمس خفيف
أتاك الصباح يا ابنة السلطان
فكفي عن الاستماع
وأقضي من أمرك
ما شاء الرحمن ..
وتكمل بثقة :
لم يعد النوم يليق وقد خرجت
للملأ ..~
اسمع لي ..
فالبركان بداخلي جنَّ جنونه !
وحرك فوهته معلناً ثورانه
فقد خمد عمراً من الدهر
وعاد بقوة وثبات ..~
كيف ..؟؟
كيف ..ستدحرج الكلمات من شفتي؟
هل سأقوى ..؟
وأنحر جبل الصمت نحراً
أم خوفي عليك سيطغى ..؟؟
منذ أن دخلت إلى مدينتك
وأنت بالمقام الأول
قبل نفسي وروحي
فهل سأقوى بالحديث ..؟؟
أخاف عليك من تمردي وجبروتي
فأنا أعلم بأن أرضك جليدية
تذوب وسط دفء الشمس
ومتيقنة أن حديثي حار
أحـر من شمس الصيف
فتذهب أرضك ذائبة في البحر
لا فرق بينها وبين ماء البحر ..~
سيدي ...
حياتي برفقك علمتني
أنّي لا أكون شيئاً بدونك
وأنّك تتنفس هوائي
فأنا لا كينونة لي إلا
أنت ..
وأنا كيان داخلك يُحي رماد
جمرك ...~
فما سيكون حالنا بعد عُرس الاعترافات
هل سيظل حُبنا شامخ أم أنه
سيضمحـل ...؟؟
اقرأ من عينيَّ ..
لا تجعل ثرثرة الغير في
الحسبان ..
واطمئن لي ..
فكل ما أريده
دقائق .. تمنحني إياها
لـ أنعم ببعض الهدوء
ولملمة الجُمل ..~
مثلما ..
مثلما ذابت تلك الشموع
وانطفأت ..
واستتر القمر بين أوراق الشجر ..
تحركت النسائم برقة
محركة خاصرة الستائر
لترقص بهدوء وبراعـة !
ارتجاف ..
ارتجفت يدي ..
اضطرب نبضي ..
تتالت أنفاسي بدون انتظام ..
وصعُب علي ابتلاع ريقي ..!
هكذا أنا بقربك ..
يتحرك فيني كل ساكن ..
وتتلاشى جميع ما حضن عقلي من
كلمات وحروف ...~
عيناك ..
عيناك تلمع بالحب
يشوبها بعض الانكسار
متردد أنت أشد مني
يديك على كتفيك ترتجف
وحدسي بك يقول أنها
تستعد لإغلاق أذنيك..~
أعرفك تماماً ..
تتسلح بالقوة أمام الجميع
ولكن لا تستطيع أمامي
فأنت بالنسبة لي
كتاب مفتوح ..~
واجب ..
يجب علينا هذه الليلة
أن نطوي جميع أوراق
الماضي ..
ولكن ..
قبل أن نشرع في طيها
علينا أن نقرأها بتمعن ..
نغفر الزلات والخطايا
ولو كانت ذا ذنب كبير
يصعب غفرانه ..
حتى ندرك ما كنا فيه
ولا ندع ثغرة يبتسم منها
أشرس ثعبان ..~
ذات ليلة ..
ذات ليلة وبعدما انتهيت
من تدوين بعض مذكراتي
لم يكن الليل منتصفٌ حينها
أخذت نفسي بهدوء
للطابق السفلي ..
ومنها لخارج المنزل ..
كنتُ أعشق جلوسي على المقعد
الخشبي بين الشجيرات ..
أُلهي نفسي بالقمر وبعض الورود
خُيّل لي أنّي أسمع صوتك
قلتُ في نفسي ..
خيال .. وهـم .. غير الحقيقة ..~
لكن ..
لكن .. الوقت يمر
وهمسك لم يرحل ..!
سيكون صوتك حلمي لو
كان حديثك مختلف
كلماتك مغايرة ..
وحروفك لي .. لا لـ أنثى غيري !
كانت طعنات توجه لقلبي النابض بك
كانت صرخات أفزعتني
أيقظتني من حلم جميل ..~
غفران ..
كانت تلك الليلة من أسوء الليالي
خان فيها عقلي القلب ..!
لو لم تكن أنت لم يصبح
هناك مشكلة ...~
ولكنك خرقت جداراً عمّره الزمان !
رغم قسوتك ..
وبرودك ذاك الحين
وكأنك لم تصنع شيئاً
جعلتني أتمنى أن أبدل حبي كرهاً
وحنين لك بـ حقدٍ عميق ..
ولحسن حظك لم أقوى..!
فقلبي لا يعرف سبيلاً إلا إليك
ويدرك معنى للحقد ..!
حقيقة ..
أتمنى لو عدت للوراء
ونمتُ .. ولم أفق إلا الصباح
تمنيت .. ولكن .. !
حديثك لها لم ينبع من أعماقك
وحروفك لم تكن صادقة
وهذا عزائي الوحيد ..
سطور ...
حتى حين أحببت ..
أحببتك بكل ما يملك فؤادي ..
لم أتوانى لحظة ..
ولم يشغل فكري سواك !
أنت مُنى عمري ..
وجمال روحي ..
لم يتمكن أحد من قبلك أن
يخط حرفاً في قواميسي ..
أحبك كثيراً ..
وأنا على عهدي وعهدك
سـ اغفر وأنسى
ولن أحكي بعد اليوم في أوراق
ماضية ..!
جل حديثي بما
هو آت ...