عيوني ترصدك من بعيد
تراقب خطواتك من عشقها لك
تحتفظ ببريقها وتجمع سعادة الكون فيها
لتلتقي بك وترميها بين أحضانك
تحفر صورتك بين جفونها لكي لا تفارقها
وإن طال البعد فهي تحميك دون علمك
رموش تنام وتصحو لك ولاجلك
وإن غبت فاض ماؤها وتدفق
لتخرج الآهات متمردة
تصرخ في وجه البعد لما؟ والى متى ؟ هذا الحرمان
قلبي يشتعل شوقا
عيوني لك وطن تحتويك وأنت تحميها
تمنحك الامان ومن حبك تعطيها
كل لحظة تكون سيد حلمها في صحوها ومنامها
تسامر ليلها لتنبعث مع خيوط الفجر
وتصبح واقعها في يومها
روح تتحدى كل الاوقات
لترضي بك قلبها وعيونها
إقترب وغازل كل رمش من رموشها
لتثير أنوثتها وتسري أكثر في عروقها
يارجل تمكن من الفؤاد
عرفت كيف توقض نبضا ساكنا بين الضلوع
وتغفو بين أهداب عيوني
إجعلني نسمة هواء تداعب خدودك
قلبي يشتعل شوقا
أغمض عيوني عليك
وأسبح في ملكوت الغرام معك
أبحر في تفاصيل تجمع روحي بروحك
أفصل على مقاسنا عالم يخصنا
نخلع فيه كل أحزاننا
ونرتدي فيه معطف الحب والحنان
فتحملنا نسائم الحب معا
محلقين غير مبالين أو مكترثين
ننشد شعر الغزل تعزفه قلوبنا
وتتراقص عليه نبضاتنا
معزوفة نجمع بها شتات ألم بارواحنا
عيوني لك وطن يجمعني بك
أيها الساري في عروقي
أصبحت أخاف فقدانك فافقد البصر والبصيرة في غيابك
أصبحت أخاف أن أفقد حنان عمري
الذي الجأ اليه كل ما اشتد
علي عراك تعب الدنيا وعسرها
وكل ماظمئ قلبي في شدة وحدتي
يشتعل شوقا لك
ويلتهب بنار البعد والحرمان
فتتضاعف أوجاعي
وأفر هاربة من كل شئ باحثة عنك
لكي أسكنك أهدابي وبين ضلوعي
أيها القابع في أعماق أمنياتي
إنك أذقتني طعم الحنان
وأسقيتني من كأس الامل
فكيف لي أن أعيش دونك
أو أحارب قسوة اليأس التي تدور
في محيطي كل ماغاب عني طيفك
إنك الضوء الذي ينبعث من عيوني
والبلسم الذي يشفي كل جروحي
فاني بك ومنك واليك أحيا
وانت تغفو بأهداب عيوني